قبل أيام، احتفلنا بتجاوز مبيعات التجار عبر منصة تكرار حاجز الـ 100 مليون ريال. هذا الإنجاز لم يكن مجرد رقم، بل شهادة على رحلة لبناء الأثر، رحلة لم نعتمد خلالها على ضخ ميزانيات ضخمة لبناء فريق كبير أو استقطاب العملاء من خلال التسويق المكثف، بل كانت البداية متواضعة للغاية، وكانت أصداء نجاحاتنا مع عملائنا أكبر وسيلة تسويق لنا.
منذ وقت مبكر، أدركت أن البرمجيات تمتلك قوة فريدة قادرة على إحداث تغيير كبير دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة أو عقود طويلة من الخبرة. على عكس الصناعات الثقيلة التي تتطلب مصانع مكلفة، ميزانيات هائلة، براءات اختراع، وتجارب طويلة الأمد، فإن صناعة البرمجيات تعتمد فقط على عقول مبدعة، فكرة مبتكرة، وحل يخدم الشريحة المستهدفة. من خلال هذه المعادلة، يمكن تكرار الحلول على نطاق واسع وتحقيق أثر عالمي. ففي عالمنا العربي، حيث تزخر المنطقة بالعقول اللامعة، صناعة البرمجيات هي البوابة نحو المنافسة العالمية، حيث توفر فرصة استثنائية لتجاوز الحواجز التقليدية وبناء مستقبل قائم على الابتكار والإبداع.
ما يميز رحلتنا في تكرار هو الإيمان بأن بناء الأثر لا يتعلق فقط بحل المشكلات أو تعزيز الاقتصاد وتحسين جودة الحياة، بل بصناعة ثقافة جديدة تشجع الابتكار، وتوفر الفرصة لجيل جديد من المبدعين في العالم العربي ليُظهروا إمكاناتهم. رؤيتنا ليست مجرد نجاحنا نحن فقط، بل أن تكون تكرار جزءًا من قصة أكبر، قصة نهضة تقنية تعيد تشكيل مستقبل المنطقة.
أحد أهم الدروس التي تعلمناها خلال هذه الرحلة هو أن النجاح لا يُقاس بحجم الموارد، بل بقوة الإرادة ووضوح الهدف. قد تبدأ صغيرًا، لكن إذا ركزت على تقديم قيمة حقيقية لعملائك، وإذا جعلت الثقة محورًا لكل ما تقوم به، ستصل إلى أبعد مما كنت تتخيل.
ما تحقق حتى الآن ليس سوى البداية. هذا الإنجاز هو خطوة أولى في مشوار المليار، حيث نواصل السعي بخطى متسارعة لتحقيق أهدافنا الكبرى وإدارة عمليات بمليارات الريالات لخلق التأثير المنشود. تكرار ليست مجرد منصة، بل هي نموذج حي على كيف يمكن لفكرة بسيطة أن تتحول إلى حركة إبداعية تُلهِم الأجيال القادمة وتصنع فرقًا حقيقيًا.